أنه في وقت من الأوقات مضينا الي الاسقيط وكان بيننا وبين الاسقيط 40 مرحلة ، أكلنا فيها دفعتين وشربنا ماء ثلاثة أيام وهو لم يذق فيها شيئا ، بل كان يتلو محفوظاته وما كنا نلحقه ماشيا ، وهكذا ضبطه العدو أخيراً لما اقتنع برأية وفي عروض ذلك أمسكته حمي محرقة في أمكنة الجلوس في القلاية ، فمضي الي الاسكندرية ولعل كان بسياسة الهية كما قيل : " دفع مسماراً بمسمار " لأنه أسلم ذاته باختيار لعدم الافراز فوجد فيما بعد خلاصا غير طوعي ، فصار يحضر المشاهد ( المسارح ) وطرد الخيل ، ومن كثرة أكله وغرامه بشرب النبي مال جدا لمحبة النساء ، ولما شارف الوقوع في تلك البئر ، حدث له – ولعله بسياسة الهيئة – أن مرض في أعضائه مدة ستة أشهر حتي أن تلك الاعضاء تهرأت وسقطت منها وبها ، وفيما بعد بريء ، فانتبه وذكر السيرة السمائية واعتراف بجميع ما عرض له للآباء القديسين ، ولم يفسخ له الأجل فتنيح بعد أيام قلائل .